Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

الولايات المتحدة والهند
الدكتور حاتم صادق

الدكتور حاتم صادق

أصبحت الهند في السنوات القليلة الماضية إحدى أكثر الدول نمواً اقتصادياً في العالم، ويحافظ الاقتصاد الهندي على وتيرته المتسارعة التي تعد الأعلى بين الاقتصادات الصاعدة، ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي  وبالموازاة مع هذا النمو الاقتصادي فإن الهند، التي يزيد عدد سكانها عن مليار و300 مليون نسمة، تسعى إلى توسيع نفوذها السياسي والعسكري إقليمياً ودولياً، وباتت من أهم اللاعبين الأساسيين في جنوب القارة الآسيوية ، وهو الأمر الذي أثار شهية صانع القرار الأمريكي للتقارب مع هذه الدولة الصاعدة والاستفادة من إمكانياتها في عدد من الملفات ذات الأهمية لدى الولايات المتحدة ، وقد شهدت العلاقات الهندية الأمريكية موخرا تعاون وشراكة وثيقة في مجالات متعددة، ومن المتوقع أن تستمر هذه العلاقات في التطور والتعزيز في المستقبل.

في السنوات الأخيرة، ازداد تركيز الولايات المتحدة على الهند كشريك استراتيجي في المنطقة الآسيوية. ومن المتوقع أن يستمر هذا التركيز في المستقبل، خاصة مع تزايد الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للهند في المنطقة.
تشمل مجالات التعاون بين الهند والولايات المتحدة الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، والتكنولوجيا والابتكار، والتجارة والاستثمار، والطاقة، والتعليم والثقافة.

تحظى العلاقات الهندية الأمريكية بدعم قوي من قبل الزعماء السياسيين في البلدين، وهذا من شأنه أن يساعد على تعزيز العلاقات في المستقبل.

من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في العمل على تعزيز العلاقات مع الهند، وذلك من خلال زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الشراكة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.
ومن المتوقع أن تستمر الهند في العمل على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وذلك من خلال تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين البلدين.
بشكل عام، فإن مستقبل العلاقات الهندية الأمريكية يبدو واعداً، ومن المتوقع أن تستمر العلاقات في التطور والتعزيز في السنوات القادمة.
    
اما سبب الرهان الاكبر والحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية على الهند، فيأتي على خلفية صراعها المتصاعد مع الصين. إحدى هذه الأسباب هي أن الهند تمثل قوة إقليمية كبيرة في آسيا وتمتلك اقتصاداً كبيراً وقاعدة صناعية متنامية، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا مهمًا للولايات المتحدة في المنطقة. كما أن الهند لديها عدد كبير من الجيش النشط والاحتياطي وقدرات نووية، وهو ما يجعلها قوة عسكرية مهمة في المنطقة. فالهند تمثل المعادل الموضوعى للصين خاصة من ناحية التعداد السكانى ، لذلك لم يكن غريبا ونحن نشاهد عمالقة التكنولوجيا 
   
بالطبع، توجد مصالح استراتيجية للولايات المتحدة في الحد من نفوذ الصين في آسيا، وتوسيع تأثيرها في المنطقة. ومن خلال دعم الهند وتشجيعها على اللعب دور أكبر في المنطقة، يمكن للولايات المتحدة تحقيق هذا الهدف بشكل أفضل.

قد يكون الامر كذلك منذ ان اعلن  الرئيس الأمريكي الاسبق باراك أوباما عن أطروحة إعادة التوازن في آسيا والتي يراها بعض الصينيون محاصرةً للصين؛ لأن هذه الأطروحة تعني في نظرهم نهوض الهند واليابان وبعض الدول الأخرى مقابل الصين. 

بناءً على الاتفاقية الأخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والهند فإن العلاقات في المجالات التجارية والعسكرية ومجالات أخرى ستقوى أكثر. هذا حيث دخلت العلاقات الأمريكية الهندية مرحلة جديدة خاصة بعد توقيع اتفاقية مذكرة تبادل اللوجيستيات LEOMA) ) بين الولايات المتحدة الأمريكية والهند. حسب الاتفاقية فبإمكان كلا الدولتين أن تستخدم جوّ وبرّ وبحر الدولة الأخرى عند الحاجة. وتتشارك كل من نيو دلهي وواشنطن أهدافا استراتيجية، سواء تضمنت محاربة الإرهاب، أو الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، أو مواجهة صعود الصين. 

في الواقع تتبني الهند سياسة تحوط أكثر حزما إزاء الصين وهذا سيعطي فرصة للمسؤولين الأمريكيين للتعامل معها عن قرب . واشنطن إذن لا تريد خسارة المواقع في حرب النفوذ ضد بكين في المنطقة، وترى في الهند «وكيلاً قوياً» يمكنه أن يساعدها على زيادة نفوذها العسكري والسياسي على حساب الصين من المحيط الهندي والهادئ. 

ولا تشكل محاولة تطويق الصين الأهمية الوحيدة للتقارب الأمريكي مع الهند، فهناك العديد من الملفات الأخرى فالملف الأفغاني حاضر بقوة، إذ تعد أفغانستان بلداً تجري فيه حرب هندية بالوكالة ضد باكستان، وتتلاقى المصالح الهندية والأمريكية في أفغانستان ضد باكستان، حيث تسعى الولايات المتحدة لإدراج الهند ضمن إستراتيجيتها الجديدة بشأن أفغانستان، وهو ما يعد دليلاً ملموساً على التحالف المتزايد بينهما.

صحيح في علم السياسية أنه لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم ولكن توجد مصالح دائمة وهذا ما جعل امريكا تتخذ خطوات تاريخية لاستعادة الريادة في منطقتى المحيط الهندي والمحيط الهادئ . قامت الولايات المتحدة في السنة الماضية بتحديث تحالفاتها طويلة الأمد وعززت الشراكات الناشئة وأقامت روابط مبتكرة فيما بينها لمواجهة التحديات الملحة، من المنافسة مع الصين إلى تغيير المناخ وإلى الوباء. وقد فعلت ذلك في وقت يعمل فيه الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد على تعزيز مشاركتهم في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ. بالتأكيد إن منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ هي الأكثر حيوية في العالم، وإن مستقبلها يؤثر على الشعوب في كل مكان.

إن هذا الواقع هو أساس استراتيجية الولايات المتحدة. وتحدد هذه الاستراتيجية رؤية الرئيس بايدن لترسيخ الولايات المتحدة بقوة في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ وتقوية المنطقة في هذه العملية.



تواصل معنا